Friday, March 23, 2012

تسريح





يَسدُّ الطريقَ أمامي جبلٌ من أكياس التبن..
فوقهُ؛ يتربّعُ حَمّالٌ نحيلٌ يُحاولُ انتزاعَ ما يشبه المشرط أو الخنجر من جيب سرواله؟
ترى؛ هل سيحزُّ بِحَدِّهِ عنق مأساته، فيهرقُ بقيّةَ حصّته من وجود؟

ـ أففف.. لن يشعر قائد الشاحنة بوجودي الضئيل خلفه؟ ـ

تنجحُ يَد الحمّال باستخراج ذاك الشيء.. ترفعه.. تتريث بمحاذاة ذقنه..
ربما؛ سيتلو صلاةً سريعةً، أو دعاء موجزاً؟
لا؛ لم يقطع العرق، فهاهيَ اليدُ تعاودُ صعودها.. تقتربُ من جبهته..
سيسلخ جلدة رأسه؟ معقول!
يا للهول! غرزهُ في ناصيته..
يده الأخرى تتدخل.. تشدد أزر أختها..
ماذا! آهـ.. هذا مشط!



فراس شدود
Hurley, New York
11/15/2010
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

Saturday, March 17, 2012

نصرٌ يتكرر




يستمتع السيد فواز في طريقه إلى البيت بسطوع الشمس..
يدخل.. يرى شُعاعها يَمرقُ من شقٍّ جديد في السقف.
يناديه عمّارٌ ابنه: "فلنسرع بنقضه قبل أن يَندَكّ على رؤوسنا."
لا يجيب..
يلتقط إصبع (سليكون)..
يتطاولُ، ويحقن منه في عين الضوء، ثم يقول مزهواً:
"أكبر مشكلة؛ يحلّها السليكون."



فراس شدود
Hurley, New York
3/2/2012
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

Tuesday, March 13, 2012

لهفة




ثار الشعب على جور السلطان..
فهرع طباخ القصر وشاعر البلاط يمسكان بجلباب كبير الكهنة؟
قال: اتركاني.. سأختفي في الغابة لفترة.
قالا: إنّا معك..

أنهكهم الجوع والتعب، فقال الطباخ: أنا سأعدّ لنا طعاماً، لكنني لا أتقن الصيد؟
همس الشاعر في أذنه: "إنّ سيدنا الكاهن كان صياداً بارعاً."
سمعه، فأجابه ضاحكاً: فلتضرم أنت له النار، ريثما آتيكما أنا بلحم الطير.

فراس شدود
Hurley, New York
3/1/2012
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

Saturday, March 10, 2012

قمرٌ في المحاق




ـ عرفتك؛ أنتَ مخترعُ لعبة الشطرنج!
ـ نعم؛ أنا..
ـ فما يبكيك؟ أهيَ الفاقَةُ؛ وقد طلبتَ قمحَ الأرض لسنين!
ـ آه؛ ليتها كانت، أمهلني الملكُ يوماً وبعضَ اليوم لأعدّل اللعبة، يريد أن تكون كلّ الأحجار سوداء؛ إلا الملك أبيض!
ـ وماذا عن الملك الثاني؟
ـ ههه؛ قالَ: "ملكٌ واحدٌ؛ يا غبيّ."


فراس شدود
Hurley, New York
12/4/2010
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

حوار سرّي





التقى الجمعان.. اقترب القائدان حتى تعانق فرساهما..
ـ أراكَ تبدو مُرهقاً!
ـ لا آكلُ جيّداً، وضجيجُ العسكر يُقلقُ منامي.
ـ وماذا ستفعل إذا لم يحصل اتفاق؟
ـ سأفرّ، وآوي إلى الجبل، وأنتَ؟
ـ أنا؛ لن أتخلّى عنهم، فلقد أكرموني، واحتفوا بي.. لكن قُل لي؛
هل ستتمكنُ
من قلب صاحبك
عن ظهرك!



فراس شدود
Hurley, New York
11/12/2010
جميع الحقوق محفوظة للكاتب