الدوري السوري

 

 

 

ينقسمُ الجيشُ إلى فريقين..

يقترعان على اسم مدينة جديدة؟

يقعُ الاختيارُ على حَلَب..

تبعثُ قناةٌ فضائيةٌ بمذيعٍ تَشدُدُ به أزرَ فريق.

وتُرسِلُ قناةٌ محليةٌ معلّقاً يَعضُدُ الآخرَ.

أما الجمهورُ؛ فيسارعُ إلى حَجزِ مقاعده في حافلات الهروب.

فراس شدود

Hurley, New York

8/13/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

فتق الرتق

"عدّ الأعداد لا ينتهي."

لم يصدق حسام!

فملأ بالماء كوباً كبيراً، وبدأ بالعدّ عازماً على بلوغ الرقم الأعظم..

سمعه أبوه يُهَينِمُ هَينَمَةً*.. ظنه يجتهدُ بحفظ دعاءٍ جديد، ففرح وانتفخ زهواً وقال له يشجعه:

أنا عندما كنت في سنك؛ صليتُ ألف ركعة تطوعاً.

ـ صلّيتَ ألفاً!

لقد كنتَ بارعاً في العدّ، وأنتَ صغيرٌ يا أبي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الهينمة: الكلام الخفي الغير مفهوم

فراس شدود

Hurley, New York

8/01/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

وطني مجتهد

ـ الإرهابي الذي قبضنا عليه في بهو المشفى؛ مـات.
ـ مـاتَ قبل أن يعترف؟!
ـ اعترف أنه كان يجهز نفسه لعملية خطيرة.
ـ وهل وجدتم بحوزته ما يدينه؟
ـ ضبطنا معه هذه الأداة؛ كان يستعملها للتنصت على بعض الأصوات، وبطاقة هويته.
ـ أرني البطاقة.. هات

فلان الفلاني

الأب: فلان
الأم: فلانة
المهنة: طبيب

فراس شدود
Hurley, New York
7/20/2012
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

المستحيلـ..آت

في قلبِ غابةٍ لم ترَ أرضها ضوءَ نهار؛ تقعُ ضيعةٌ صغيرة..

تنازع على السلطان فيها غولٌ وعنقاء، فانقسم سكانُها إلى طوائفٍ

ثلاث:

غُوليين؛ صاروا يأكلون الأولاد.

وعنائقةٍ؛ يهددونَ بأكلِ الأولاد.

وخلان أوفياء؛ فرّوا مُشَتتينَ في الغابة.

فراس شدود

Hurley, New York
6/28/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

المضاف إليه

قالت زيتونةٌ عتيقةٌ لخلود:

"احفري يا خلود جذعي على صورة فتىً أضرمَ في جسد المدينة ناره؛ فلا أموت."

أكملت البنتُ التمثالَ، واتكأت عليه تنام من شدة التعب..

فقام ممثلٌ مغمورٌ كان يختبئُ بين سنابل شوفان أحمر..

أخرج من جعبته حبلاً، ولحية اصطناعية بشاربين..

شدّ بالحبل وثاق خلود، ولصق اللحيةَ والشوارب على وجه التمثال، ثم رجع يتربص في مكمنه؟

فجاء شيخٌ يتلفّعُ بعباءة سميكة..

حدقَ الشيخُ في الصورة ملياً؟ ثم التفتَ يتفقدُ قيد خلود..

فأخرج من تحت إبطه موسىً..

اقترب من التمثال..

وحَفّ شاربيه.

فراس شدود

Hurley, New York

5/28/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

مفاوضات متقدمة

وهم في غمرة جدالهم، فوجئ علي وبطرس وخالد برأسٍ رابعٍ يدخل بين رؤوسهم:
"أنتم الثلاثة؛ ترادفوا في الرتل، وحافظوا على الهدوء، وإلا سأضطرُّ لطردكم عن هذا الرصيف."
ثم عدل قبعته، واستدارَ راجعاً حتى توارى في بوابة السفارة..

فراس شدود
Hurley, New York
12/9/2010
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

اعترافات عجوز متصابية

ـ تكلّمي؛ مالذي حدث؟

ـ كنتُ أنتظرُ حافلة؛ أيّة حافلة..

تعبتُ، فأسندتُ ظهري إلى سور المتحف؟

أقبلَ فتىً حَسَنُ الطلعة!

ابتلعتُ معدتي.. نفختُ صدري.. وبإبهام وسبّابة ـ اليمين ـ أطبقتُ على خاصرتي، ونشبتُ أصابعَ ـ اليسار ـ في شعر رأسي؛ أداعبهُ..

ابتسمتُ لَهُ؟

جدّ في سيره، ولم يحفل لا بعلوّ كعبي، ولا بألوان فستاني!

ـ عفواً؛ ذكّريني باسمكِ مرّة أخيرة؟

ـ أيديولوجيا؛ ألـ ـست أيديولوجيا..

فراس شدود
Hurley, New York
2/26/2011
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

سكين المطبخ

كأنّ صوت خطواته أعلى؛ هذه الليلة؟

ربما هو ينتعل حذاءً جديداً؟

لا بَل أُذُني ـ وأنا في هذا الموضع ـ تسمع أحسن.

البارحة؛ وجدني أنام على بطني؟

وفي الليلة التي قبلها؛ أدرتُ لهُ ظهري؟

لم يعجبه!

سيسخر الآن من اشتداد خوفي؟

أو؛ فقد يغضب إذا ظنّ أنّني هربت؟

محفظتي؛ تركتها على الطاولة.. فيها هويتي ومالي؟

لكن؛ كيف سأنام غداَ، وبعد غدٍ، وَ..

سكوتي لم يعد ينفع؟

في الصباح..

سأشحذُ..

قريحتي، وأبتكر نشيداً يمجّدُ نَعله الجديد..

فراس شدود

Hurley, New York

4/2/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

حساب

 

يبتعد صوت العواء..

تسحبُ كبيرة النعامات رأسها من الرمل، وتنده مسمعةً مَن حولها:

"فلنصلّي لسماءٍ حَبَتنا من تحتنا بملاذٍ لولاه؛ لَفَتَكَ الوحشُ الخفي بنا."

تنظر نعامة فتية حولها؟ ثمّ تقولُ منذهلةً:

"ترفع مولاتي رأسها، فتشكرُ للسماء.. وأرفعه أنا؛ فأجدنا قد نقصنا واحدةً!"

 

 

 

فراس شدود

Hurley, NY

3/30/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

نوم غزلاني

يندسّ غزال يافعٌ بين سيقانٍ تضطرب..
يصرخ:
"سبعُ غابتنا يلتهم أميّ لوحده!"
يركله أبوه: "لابأس؛ لابأس.. إنّه يحافظ على قوّته، فسباع الغابة الغربية يتربصون بنا كلّنا."
ـ يتربصون.. بنا.. كلّنا!.. فلماذا لم يأكلوا إخوتي الذين فرّوا إلى عندهم؟!
ـ آآآ.. لم يأكلوهم!.. لكنهم "عضّوهم عضة لئيمة؛ لوّثت دمهم."

فراس شدود

Hurley, New York
3/19/2011
جميع الحقوق محفوظة للكاتب

تسريح

يَسدُّ الطريقَ أمامي جبلٌ من أكياس التبن..

فوقهُ؛ يتربّعُ حَمّالٌ نحيلٌ يُحاولُ انتزاعَ ما يشبه المشرط أو الخنجر من جيب سرواله؟

ترى؛ هل سيحزُّ بِحَدِّهِ عنق مأساته، فيهرقُ بقيّةَ حصّته من وجود؟

ـ أففف.. لن يشعر قائد الشاحنة بوجودي الضئيل خلفه؟ ـ

تنجحُ يَد الحمّال باستخراج ذاك الشيء.. ترفعه.. تتريث بمحاذاة ذقنه..

ربما؛ سيتلو صلاةً سريعةً، أو دعاء موجزاً؟

لا؛ لم يقطع العرق، فهاهيَ اليدُ تعاودُ صعودها.. تقتربُ من جبهته..

سيسلخ جلدة رأسه؟ معقول!

يا للهول! غرزهُ في ناصيته..

يده الأخرى تتدخل.. تشدد أزر أختها..

ماذا! آهـ.. هذا مشط!

فراس شدود

Hurley, New York

11/15/2010

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

نصرٌ يتكرر

يستمتع السيد فواز في طريقه إلى البيت بسطوع الشمس..

يدخل.. يرى شُعاعها يَمرقُ من شقٍّ جديد في السقف.

يناديه عمّارٌ ابنه: "فلنسرع بنقضه قبل أن يَندَكّ على رؤوسنا."

لا يجيب..

يلتقط إصبع (سليكون)..

يتطاولُ، ويحقن منه في عين الضوء، ثم يقول مزهواً:

"أكبر مشكلة؛ يحلّها السليكون."

فراس شدود

Hurley, New York

3/2/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

لهفة

ثار الشعب على جور السلطان..

فهرع طباخ القصر وشاعر البلاط يمسكان بجلباب كبير الكهنة؟

قال: اتركاني.. سأختفي في الغابة لفترة.

قالا: إنّا معك..

أنهكهم الجوع والتعب، فقال الطباخ: أنا سأعدّ لنا طعاماً، لكنني لا أتقن الصيد؟

همس الشاعر في أذنه: "إنّ سيدنا الكاهن كان صياداً بارعاً."

سمعه، فأجابه ضاحكاً: فلتضرم أنت له النار، ريثما آتيكما أنا بلحم الطير.

فراس شدود

Hurley, New York

3/1/2012

جميع الحقوق محفوظة للكاتب

قمرٌ في المحاق

ـ عرفتك؛ أنتَ مخترعُ لعبة الشطرنج!

ـ نعم؛ أنا..

ـ فما يبكيك؟ أهيَ الفاقَةُ؛ وقد طلبتَ قمحَ الأرض لسنين!

ـ آه؛ ليتها كانت، أمهلني الملكُ يوماً وبعضَ اليوم لأعدّل اللعبة، يريد أن تكون كلّ الأحجار سوداء؛ إلا الملك أبيض!

ـ وماذا عن الملك الثاني؟

ـ ههه؛ قالَ: "ملكٌ واحدٌ؛ يا غبيّ."

فراس شدود

Hurley, New York

12/4/2010
جميع الحقوق محفوظة للكاتب